مؤشّرٌ لـ”وصاية ماليّة دوليّة” على “الدولة الفاشلة”

جاء في “الراي” الكويتية:

عبّر كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أنه يعمل مع شركاء دوليين لإنشاء آلية مالية تضمن استمرار الخدمات العامة اللبنانية الرئيسية، وحضور هذا العنوان ومجمل واقع “بلاد الأرز” في لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن – ماكرون أمس على هامش قمة مجموعة السبعة الاقتصادية في بريطانيا عَكَسَ أن مساراً خارجياً جدياً انطلق على هذا الصعيد بالتوازي مع “عصا العقوبات” على شخصيات سياسية واقتصادية ومصرفية الذي جرى التلويح كثيراً بتفعيله أوروبياً، وهو ما بدأت أصواتٌ تتعاطى معه على أنه مؤشّر لِما يشبه “الوصاية المالية” الدولية على “الدولة الفاشلة” يُنتظر أن تكون له ارتداداتٌ على مستوى البُعد الإقليمي للأزمة اللبنانية والذي يتداخل مع حرب ترسيم النفوذ وتحديد الأوزان في المنطقة.

وإذ جاء إعطاء ماكرون إشارة انطلاق الإعداد لـ”آلية التمويل الدولية” قبل أقلّ من أسبوع من المؤتمر الدولي لدعم الجيش اللبناني بمواجهة التحديات المعيشية والاقتصادية وحفظ قدرته على إبقاء الأمن في البلاد ممْسوكاً، فإن وقْعَ هذه “الصافرة” الذي جاء أعلى بكثير من تأكيده أنه سيواصل الدفاع عن خريطة الطريق التي اقترحها في أيلول الماضي لقيام حكومة مَهمة إصلاحية، اعتُبر من أوساطٍ سياسية مطلعة رسالةً واضحة بأن الخارج أصبح “يتحوّط للأسوأ” لبنانياً في ضوء التسليم بالأفق المقفل حكومياً وبأن التعاطي مع غالبية الطبقة السياسية بات يتم على أنها “مارقة” وفق ما عبّرت عنه الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان لبيروت.
mtv